مهنا الحبيل: سارة قائد وراية ناجي العلي

مهنا الحبيل: سارة قائد وراية ناجي ‬العلي
حديث الخليج




29 مارس 2010
منذ فترة تصلني ‬عبر البريد الإلكتروني ‬لوحات كاريكاتير رائعة ومُعبّرة عن قضايا الأمة ممهورة باسم سارة قائد، ‬والجميل أنها تستنسخ رمزية رسام الكاريكاتير الأسطوري ‬ناجي ‬العلي ‬فدائي ‬فلسطين الذي ‬قدّم لها؛ ربما ما لم ‬يقدمه إلا الخلص من حملة الكلاشنكوف من مقاومي ‬الأرض المباركة.‬ المهم أنني ‬حين عزمت على الكتابة عن هذه الرسامة المبدعة أردت أن أصل إلى تعريف أو بروفايل عنها ‬يقودني ‬إلى جهتها وشخصيتها والمعلومات الأولية عنها، ‬لكن لم أجد أي ‬شيء سوى صفحتها في ''‬الفيس بوك'' ‬التي ‬لم تحمل تفصيلاً ‬عنها بحسب بحثي، ‬فغيّرت كلمات البحث فإذا بي ‬أصل إلى موضوع في ‬منتدى مملكة البحرين ‬يصدره صاحبه -‬برسامة موهوبة بحرينية- ‬وإذا هي ‬سارة قائد، ‬ولم أكن أعلم أن سارة من بنات البحرين. ‬لقد كانت سارة في ‬فلسطين تطوف بريشتها عند الجدار تعكس صمود الشعب وهزيمة الاحتلال أمام الأطفال، ‬تقف بك عند الأمهات الثكلى تدمع أعينهم على صبية الجنة المقاومين، ‬لكنّها تعطي ‬مفاتيح العودة من أشقائه إلى الجنين القادم ليحمل الراية من جديد، ‬وفي ‬لقطة تظهر العربي ‬متمدداً ‬بكل بلادة أمام الصمود والدماء وقد تدحرجت بين ‬يديه وهو شاخص إلى التلفاز كرة قدم.‬ تقف سارة مع الحصار تُذكّر النّاس ماذا ‬يعني ‬ألف ‬يوم من الصمود مع قوة دلالة أن المعركة لن تخسر.‬ إضافة إلى فلسطين؛ لريشة سارة رسائل أخلاقية ونوادر سياسية تعكس ثقافة وعي ‬وقدرة خاطفة على التقاط الفكرة وتسخيرها مادة تصل القارئ بكل وضوح، ‬وهذه ميزة ‬يتفنن فيها الكارتيست فيطلق فكرته ويلقيها في ‬أعماق المتلقي ‬أسرع من الكاتب أو المثقف المحاضر أو حتى المشهد الصوتي ‬والمسرحي، ‬الكاريكاتير ‬يسبق هؤلاء جميعاً ‬وتصيب طلقته الفكرية بسرعة واختصار مُعبّر. ‬ كم هو رائع أن تُستكمل مسيرة ناجي ‬العلي ‬بيننا، ‬وكم هو أروع أن ‬يتقدمن بنات الخليج والبحرين لأجل فلسطين ريشة ترسم القضية وتدعم الصمود وتطوف على الشهداء تُذكّر بقضيتهم وبعهدهم، ‬وكأن ناجي ‬العلي ‬يعودُ ‬ليجد الراية قد رُفعت من جديد، ‬ويا له من شرف.. ‬الراية ‬يا بحرين مرفوعة والعهد لم ‬ينقطع بوركت السواعد وبوركت القائد سارة قائد.

http://www.alwatannews.net/index.php...&columnID=6366